أشياء تعلمتها في أشكلون – بقلم أوريت لاسر
كالمعتاد، كان اللقاء مع الرجال والنساء في هذه المجموعة المميزة، ممتعا جدا. بالإضافة إلى اللقاء، كان لدي شعور ساحر فعلا عندما استمعت لقصة فاديم…
فكرت بالخانة التي نطلق عليها “الثقافة كذخر”، والتي تحمل في الواقع معنيين: من جهة، القصد هو أن كل شخص يجعلنا نلتقي مع ذخائر ثقافته – ما قام بتذويته من عائلته، محيطه وكل دوائر هويته. يحظى كل جانب ثقافي كهذا بتعبير من خلال الذخائر الشخصية التي نأخذها معنا للحياة.
لكن بالإضافة إلى ذلك، تصبح هذه الذخائر والموارد أيضا لنا جميعا، في اللحظة التي نتعرف عليها عن قرب. أي فرصة الاستماع إلى، تجربة والشعور بما يجلبه شخص آخر كذخائره وموارده الثقافية، تجعل من هذه الثقافة ذخرا إضافيا لنا – نوع من طبقة تماثل إضافية – لنا كإسرائيليين.
جميعنا نعيش، بشكل ما، حياة البيئة متعددة الثقافات الإسرائيلية، حتى لو لم نكن على وعي بذلك دائما. يعلمنا التعرف على الثقافات الأخرى، ليس عن “الأخر” فحسب، وإنما عمليا يعلمنا الكثير عن أنفسنا.
لقد أثارت مشاعري جدا القدرة على التماثل مع قصة فاديم. بحثت فوجدت الكثير من نقاط التشابه، مع سيرتي الذاتية وتجاربي، لكن أيضا مع قصص القدوم والاستيعاب – التي لم أمرّ بها على المستوى الشخصي لكنني استدخلتها بالتأكيد من عائلتي المقربة.
مررنا بتجربة قصة فاديم بكافة حواسنا تقريبا – سمعنا الموسيقى، تذوقنا الخبز المميز، شاهدنا الأفلام عن القادمين الجدد، ولامسنا لحظات من تاريخ يهود الاتحاد السوفييتي سابقا، وبكل تأكيد تجربة الطفولة المميزة التي عاشها فاديم.
قصة الهجرة والاندماج في إسرائيل، تشبه وتختلف كثيرا عن حالات أخرى. لكن ما هو مثير جدا قصة عمل ونشاط فاديم في مختلف الأطر وبضمنها المنظمة التي كان فاديم شريكا في إقامتها – “الجيل واحد ونصف”؛ قصة تحمل مسؤولية جيلي ومحيطي، قصة فخر بالثقافة والتراث المميز لدولة المنشأ التي أتيت منها، واتخاذ موقف من الممكن، بحسبه، الاندماج في البيئة الجديدة/ أن أكون إسرائيليا فخورا، ومع ذلك عدم التنكر لماضيّ ولوطني.
يبدو لي أن هذا طموحنا نحن أيضا في المشروع. عدم تمويه الهويات، عدم تضحيل أو تسطيح الفروق الثقافية – وإنما الحفاظ عليها كذخر، والربط بين أطراف القصص – على شكل فسيفساء من الذخائر المشتركة.